الصوم
فريضة على كل مسلم بالغ ومعافى. تدل الأبحاث العلمية في الدول الإسلامية
أن %43 من مرضى السكري النوع الأول (سكري الأحداث، السكري المعتمد على
الأنسولين)
و- %79 من مرضى السكري النوع الثاني (سكري الكبار، أو غير المعتمد على
الأنسولين) يؤدون فريضة الصوم في شهر رمضان. تعتمد قدرة المصاب بالسكري
على الصيام على ثلاثة عوامل هي نوع مرض السكري، نوع العلاج ووجود مضاعفات
أو أمراض مصاحبة.
يختلف مرضى السكري بعضهم عن البعض, فالعمر والوزن
وطبيعة العمل وطول فترة المرض ونوع السكري ووجود أي حالات أخرى مصاحبة
كلها عوامل هامة جدا في تحديد نوع العلاج الأمثل ومدى القدرة على الصيام
بدون مشاكل.
على مريض السكري استشارة طبيب العائلة وممرضة السكري في
العيادة لمراجعة الفحوصات والعلاج لتقييم وضعه الصحي وقدرته على الصوم.
عليه الحصول على الإرشادات حول المراقبة الذاتية لمستوى السكر، علامات
حدوث الانخفاض والارتفاع بمستوى السكر، نظام التغذية السليمة وتناول
السوائل، توزيع العلاج الدوائي الجديد ومعالجة الحالات الحادة.
يسعدنا أن نقدم لك بعض الارشادات التي تساعدك على الصيام خلال شهر رمضان المبارك بدون متاعب:
1. الصوم أو الإفطار هو قرار ذاتي للمريض وحده بعد أن حصل على المعلومات الطبية.
2.
هناك مخاطر طبية لمرضى سكري غير متوازن وخاصة لدى سكري الأحداث. منها
ارتفاع أو انخفاض بمستوى السكر بالدم، جفاف، ظهور كيتون السكري بالإضافة
لزيادة خطورة الإصابة بالقلب والعيون والكلى.
3. مرضى بخطورة عالية
جداً: سكري الأحداث ومرضى يعانون الانخفاض الحاد بمستوى السكر بشكل عام أو
عدم توازن مستوى السكر، الذين يعانون من أمراض حادة، الذين يقومون بأعمال
جسمانية شاقة، النساء الحوامل، مرضى الدياليزا.
4. مرضى بخطورة عالية:
مرضى مع ارتفاع خفيف بمستوى السكر (150-300) وهيموجلوبين سكري %9-7.5 ، مع
إصابة متقدمة بالكلى والقلب، من يعيش لوحدة ويتناول الأنسولين أو
الجليبيتك، مرضى يعانون من أمراض إضافية، متقدمو السن مع أمراض مزمنة،
يتناولون أدوية تؤثر على مستوى الوعي.
5. مرضى بخطورة متوسطة: مرضى مع مستوى سكر متوازن ويعالجون بأدوية محفزة لإفراز الأنسولين مثل النوفونورم.
6.
مرضى خطورة منخفضة: مرضى مع موازنة جيدة للسكري ويعالجون بالرجيم وحده أو
بإضافة عقاقير الجلوكوفاج أو الأفندية عدا ذلك لا يعانون من أمراض أخرى.
اعتبارات عامة:
1. مراقبة السكر: على المرضى الذين يتناولون حقن الأنسولين خاصة متابعة مستوى السكر بالدم عدة مرات يومياً.
2.
التغذية: معظم المرضى يحافظون على وزنهم الطبيعي خلال شهر رمضان. تناول
وجبة السحور قبيل بداية الصوم بقليل. يجب الإكثار من شرب الماء والسوائل
عديمة السكر لتجنب الجفاف بين الإفطار والسحور.
3. الرياضة البدنية: يجب عدم الإفراط في النشاطات الجسمانية لمنع حدوث انخفاض حاد بمستوى السكر وخاصة خلال ساعات ما بعد الظهر.
4.
التوقف عن الصيام: عند الشعور بأعراض انخفاض السكر ( صداع، عرق، ازدواج
الرؤية، زيادة ضربات القلب، رعشة بالأطراف) أو قياس مستوى السكر أقل من 60
خلال اليوم، أو مستوى أقل من 70 في الساعات الأولى للصوم وخاصة بعد تناول
الأنسولين أو الجليبيتك أو النوفونورم عند السحور، يجب إيقاف الصوم حالاً
. وكذلك الإفطار حال وصول مستوى السكر إلى ما فوق 300 لدى سكري الكبار أو
250 مع وجود الكيتون (الاستون) لدى سكري الأحداث. ينصح مرضى السكري بعدم
الصيام في حالات المرض بشكل عام مثل حالات الإسهال وارتفاع درجة الحرارة.
5.
الحمل: خلال الحمل الطبيعي تزيد مقاومة الأنسولين ويقل إفرازه مما يسبب
انخفاض حاد بمستوى السكر خلال الصوم وارتفاع حاد بعد تناول الطعام. ارتفاع
مستوى السكر يؤثر سلباً على المولود ويسبب التشوهات الخلقية. الصوم خلال
الحمل قد يسبب خطورة عالية للجنين والأم الحامل. يفضل عدم صيام الأم
الحامل، وفي حال إصرارها على الصوم يجب تقييم وضعها الصحي وبناء برنامج
تغذية وحقن أنسولين يناسب وضعها ويهدف لموازنة قصوى لمستوى السكر بالدم.
مرضى سكري الأحداث:
1. في حال انعدام موازنة جيدة لمستوى السكر بالدم ينصح عدم الصوم للخطورة العالية للإصابة بأعراض حادة.
2. فحص مستوى السكر بالدم عدة مرات يومياً وحقن الأنسولين قصير أو متوسط المفعول حسب الحاجة.
3. استعمال مضخة الأنسولين هي الوسيلة المحبذة وتحتاج لقياس مستوى السكر عدة مرات يومياً.
مرضى سكري الكبار:
1.
العلاج بالرجيم: سكري موازن بواسطة الرجيم يكون قليل الخطورة. تناول وجبة
دسمة عند الإفطار قد تسبب ارتفاع حاد بمستوى السكر لذا يفضل توزيع الطعام
على 3-2 وجبات خلال الليل. يفضل القيام بالتمارين الرياضية ساعتين بعد
الإفطار. يجب تناول السوائل لمنع الجفاف ومنع حدوث الجلطة وخاصة لدى كبار
السن.
2. العلاج بالعقاقير: ملاءمة العلاج حسب نوع الأدوية. الأدوية
التي تزيد من حساسية الأنسولين تكون أقل خطورة لانخفاض السكر بالدم من
الأدوية التي تزيد من إفراز الأنسولين. هناك ثلاث مجموعات للأدوية:
• أدوية تزيد من حساسية الجسم للأنسولين و/أو تقلل من إنتاج السكر من الكبد:
أ.
جلوكوفاج/جلوكومين: خطورة انخفاض مستوى السكر قليلة جداً. يفضل تناول ثلثي
الوجبة اليومية حالاً بعد الإفطار وثلث بعد تناول السحور مباشرة.
ب. أفندية: لا يسبب خطورة عالية ويجب الاستمرار بنفس العلاج.
• أدوية تحفز البنكرياس لإنتاج المزيد من الأنسولين:
أ.
الجلوبين/جليبيتك/دأونيل: هذه الأدوية تسبب خطورة عالية لانخفاض مستوى
السكر خلال الصوم. يفضل التحول إلى دواء قصير مدى المفعول. يفضل تناول 5
ملغم قبل الإفطار ونصف الكمية أي 2.5 ملغم قبل السحور.
ب. نوفونورم: يمكن استعماله لقصر مدى مفعوله ويجب تناوله مرتين باليوم قبل الإفطار وقبل السحور.
• أدوية تعيق استيعاب النشويات وتقلل من دخولها للدم مثل البرانداس. لا يسبب خطورة ويجب الاستمرار بنفس العلاج.
3.
العلاج بحقن الأنسولين: يمكن المزج بين متوسط وطويل المدى مع قصير المدى
قبل تناول الوجبة. من يتناول ميكستارد عليه تناول ثلثي الوجبة قبل الإفطار
وثلث قبل السحور. مثلاً من يتناول ميكستارد 30/70 في الصباح 30 وحدة
والمساء 20 وحدة يتناول خلال شهر رمضان 30 وحدة عند الإفطار و- 10 وحدات
عند السحور. يجب مراقبة مستوى السكر عدة مرات يومياً.
4. الامتناع عن
الصوم: ينصح بعدم الصوم لمرضى السكري (القرار بذلك يعود للمريض نفسه) في
الحالات التالية: سكري الأحداث غير المتوازن، سكري الكبار مع تقلبات حادة
بمستوى السكر، مرضى سكري مع مضاعفات حادة مثل الذبحة الصدرية غير
المتوازنة، سكري كيتوني، الحمل مع وجود السكري، التهابات حادة أو بعد
عملية جراحية.
" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا " (الأعراف:31)